المدارة – خاص
الخميس 11 سبتمبر 2025م

تقرير/ فاطمة اليزيدي:

في لحظة فارقة من مسار القضية الجنوبية ‘ أصدر الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية عدداً من القرارات في الوزارات والمحافظات الجنوبية ‘ شملت تعيين قيادات جديدة في هيئاته المختلفة وإطلاق خطط إصلاح اداري واقتصادي ‘ هذه الخطوات أثارت اهتمام الشارع الجنوبي ‘ وطرحت تساؤلات كبيرة : هل نحنُ فعلاً أمام مرحلة جديدة ؟ وماذا تعني القرارات لشعب الجنوب؟

*استعادة الدولة.. ركناً اساسياً في معادلة الامن والاستقرار:

يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن ما يتعرض له شعب الجنوب من تجاهل لحقوقه المشروعة ‘ ومحاولات مستمرة للانتقاص من الحقوق المترتبة على شراكته السياسية ‘ والتي بدت واضحة من خلال عدد من الممارسات المرفوضة ومنها تمكين قوى أخرى على حسابة ‘ وتعمد عرقلة صرف مرتبات موظفيه المدنيين والعسكريين ‘ إضافة الى عرقلة القرارات الخاصة بتمكين الكوادر الجنوبية وتعطيل تنفيذ اتفاق الرياض 2019م ‘ وتنفيذ الالتزامات الواردة في مشاورات الرياض 2022م يُمثل استهدافاً مباشراً لجوهر الشراكة التي توافقنا عليها.
وفي هذا السياق ‘ يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي انه سيمضي في حماية حقوق شعبه وصيانة منجزاته وتحقيق أهدافه المشروعة ‘ مشددين بنفس السياق بالدور الاخوي للتحالف العربي ‘ وجهود الدول الراعية لعملية السلام ‘ وحرصهم على الاستماع للصوت الجنوبي والتعاطي الجاد مع قضيته باعتبارها ركناً اساسياً في معادلة الامن والاستقرار بالمنطقة.

*الرئيس الزُبيدي لشعب الجنوب.. نحن امام مناسبتين عظيمتين :

خاطب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ‘ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي ‘ الشعب الجنوبي الابي قائلاً :” نحن نقترب من محطتين عظيمتين في تاريخ شعبنا ‘ هما : الذكرى ال62 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ‘ والذكرى ال58 ليوم الاستقلال الوطني المجيد في الثلاثين من نوفمبر 1967م مشيراً الى ضرورة الاحتشاد والمشاركة الفاعلة في احياء ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر في الضالع وحضرموت وعموم محافظات الجنوب الباسلة ‘ وكما دعا الى الاحتشاد في العاصمة عدن لإحياء ذكرى الثلاثين من نوفمبر المجيد.
وأكد الزُبيدي: “بأن الاحتشاد لهذه المناسبتين العظيمتين ‘ يمثل رسالة للعالم أجمع ‘ بأننا ماضون بثبات نحو استعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة من المهرة الى باب المندب.
كما أن حرصنا على استقبال المناسبتين بحفاوة وزخم كبيرين ‘ إنما هو تأكيد للعهد وتجديد للوعد الذي قطعناه على انفسنا بالمضي قُدُماً في ذات المسار الذي اختطه شهداؤنا ‘ وهي ايضاً دعوة لصون مكتسبات ثورتنا التحررية ‘ وتعزيز الانتصارات التي حققتها قواتنا المسلحة الباسلة ‘ وترسيخ اصطفافنا الوطني الجنوبي.

*التلويح بإعلان حالة الطوارئ:

في تطور سياسي متسارع ‘علمت مصادر خاصة بأن الرئيس الزُبيدي يتجه لإعلان حالة الطوارئ في عموم محافظات الجنوب ‘ في حال تم عرقلة او تعطيل تنفيذ القرارات الحكومية التي أصدرها يوم أمس والتي شملت تعيينات واسعه على مستوى نواب وزراء ووكلاء محافظات ومدراء مؤسسات وهيئات.
القرارات التي وصفت بالجريئة ‘ تأتي في ظل الشلل الحكومي المتفاقم ‘ والانهيار المالي ‘ وفشل البنك المركزي والحكومة برئاسة بن بريك في دفع الرواتب لأكثر من أربعة اشهر ‘ إضافة الى حالة السخط الشعبي الواسع.
مصادر مطلعة أكدت أن الرئيس الزُبيدي لن يتراجع عن قراراته ‘ ويرى انها جزء من ممارسة الحق السيادي الجنوبي وفي حال استمرار العرقلة ‘ سيتم اعلان حالة الطوارئ وتجميد الحكومة الحالية.

*مرحلة سياسية جديدة.. تتجه نحو فض الشراكة وانهاء شرعية العليمي:

في خطوة غير مسبوقة وصفت بأنها تحمل دلالات سياسية عميقة ‘ اعتبرها مراقبون بمثابة( إعلان واضح لبدء مرحلة جديدة من السيادة السياسية للجنوب) ‘ ونهاية فعلية لفكرة الشراكة مع بقايا قوى ما يسمى “الشرعية اليمنية”.
القرارات التي حملت طابعاً مؤسساتياً واضحاً ‘ جاءت بعد تصاعد حالة الشلل السياسي والاقتصادي في الحكومة والشرعية الرئاسية المعترف بها ‘ وانهيار الثقة بين الجنوبيين وبقايا سلطات ما بعد 2015م ما يُعزز من التحول الجنوبي نحو استعادة قراره السياسي المستقل.
سياسيون رأوا في هذه الخطوة تأكيداً أن الزُبيدي لم يعد فقط رئيساً للمجلس الانتقالي ‘ بل أصبح القائد الفعلي للجنوب ‘ ويمارس صلاحياته ك”رئيس دولة أمر واقع” بعد فشل مؤسسة الرئاسة اليمنية بقيادة رشاد العليمي في إدارة البلاد ‘ وغيابها التام عن هموم ومعاناة المواطن.

*ترحيب واسع النطاق بقرارات الرئيس الزُبيدي:

رحبت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة بالبيان الهام الصادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي ‘ مؤكدين على دعمهم الكامل وتأييدهم المطلق للقرارات التي وصفوها ب”الشجاعة” ليبرهنوا للعالم اجمع ان شبوة كانت وما زالت حصناً من حصون الجنوب ‘ وركناً أساسياً في مسيرة النضال الوطني نحو التحرير والاستقلال.
من جانبه ‘ أعلنت قيادة المجلس التنسيقي الأعلى لمنظمات المجتمع المدني بمحافظة حضرموت تأييدها الكامل للبيان الصادر عن المجلس الانتقالي حول ما يتعرض له شعب الجنوب من تجاهل لحقوقه المشروعة ‘ مشيرين بأن القرارات جاءت وفق خطوات مدروسة لتمكين أبناء الجنوب من امتلاك كامل القرارات وفرض إدارتهم لشؤون بلادهم ‘ امتثالاً لتطلعات شعب الجنوب واهدفه التي ينشدها منذُ اندلاع شرارة ثورته الجنوبية ومروراً بمراحلها ‘ ووصولاً الى هذه اللحظة التاريخية.

*طموح ..في أن يضع لمعاناة الجنوبيين الاقتصادية والخدمية حداً:

في السياق ‘ عبر عدد كبير من النشطاء السياسيين والإعلاميين عن ارتياحهم الكبير لقرارات الرئيس الزُبيدي ‘ طامحين في أن يضع لهم حدودا ً بما تمارسه الشرعية اليمنية في انتهاك حقوقهم وسخطاً على سياسه التجويع والافقار الممارسة ضدهم ‘ وبعد هذه القرارات ومنها التوجه نحو فض الشراكة مشيرين انها بداية انفراجه لشعب الجنوب.
وقال محللون وسياسيون جنوبيون إن الرئيس القائد الزُبيدي ‘ يبذل قصارى جهده لأجل تحقيق حلم وطموح وتطلعات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال ‘ وان ما يشهده الجنوب جراء أزمات عقابية مفتعلة ‘ تديرها جهات مُعادية لثنية عن موقفة السياسي المطالب بفك ارتباط الجنوب عن اليمن واستعادة دولة الجنوب المسلوبة المنهوبة منذُ العام 1994م جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

*رسائل سياسية للداخل والخارج:

قرارات الرئيس الزُبيدي أحدثت صدى واسعاً داخل المشهد الجنوبي ‘ وفتحت الباب امام تساؤلات عميقة حول توقيتها وابعادها ورسائله الداخلية والخارجية.
اللافت أن هذا الخطوة جاءت بعد فتره طويلة من الجمود والمراوحة ‘ وهو ما جعلها تبدو بمثابة إعلان بأن الانتظار قد انتهى ‘ وأن القيادة تسعى الى فرض إيقاعها الخاص على مسار الاحداث ‘ أراد الزُبيدي أن يوجه رسالة واضحة الى الداخل الجنوبي مفادها أن المجلس الانتقالي حاضر بقوة وقادر على اتخاذ قرارات حاسمة تتجاوز عراقيل المرحلة السابقة.
في حين أن الرسائل الخارجية تحمل القرارات دلاله لا تقل أهمية ‘ فهي رسالة الى الأطراف الإقليمية والدولية بأن الجنوب اليوم يمتلك إرادة مستقلة ‘ وجنوب اليوم ليس كالأمس وليس مجرد ورقة بيد القوى المؤثرة ‘ بل لاعب أساسي قادر على صياغة مستقبلة.
*رؤية القيادة السياسية في خدمة الشعب والوطن:

عًبرً الشارع الجنوبي عن التأييد الكامل لقرارات الرئيس الزُبيدي مؤكدين انها تأتي في إطار تعزيز الامن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد الشارع الجنوبي ‘ إن هذه القرارات تعكس رؤية القيادة السديدة وحرصها على خدمة الوطن والمواطنين ‘ وتؤكد التزامها بتحقيق تطلعات الشعب في حياة كريمة ومستقبل أفضل ‘ مشددين بإيمانهم الكامل بأن هذه الخطوات ستساهم بشكل كبير في تطوير المجتمع وتعزيز الوحدة الوطنية.
واعلن الجنوبيين وقوفهم خلف القيادة الجنوبية في سعيها نحو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة ‘ مشددين بالالتفاف الشعبي الواسع حول خطوات الزُبيدي الإصلاحية.

*بداية مرحلة جديدة .. نحو استعادة الحلم الجنوبي:

تشير المعطيات والاحداث بأن القرارات الأخيرة لا تمثل نهاية الطريق بقدر ما هي بداية لمسار أكثر تعقيداً وحساسية ‘ تتطلب في ان يكون صوتنا واحد خلف قيادتنا ‘ وأن نكون سنداً قوياً للقيادة الشرعية للمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالقائد عيدروس الزُبيدي.
كما ان المرحلة التي نعيشها تتطلب وحدة الصف الجنوبي وتعزيز المؤسسات والسير بخطى ثابتة نحو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة ‘ فالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لا يقود فقط معركة الاقتصاد ‘ بل يقود معركة التحرير والبناء والاستقلال ‘ واضعاً نصب عينيه تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته كاملة السيادة.
في الختام: ووسط هذا التحول الكبير ‘ يبدو أن الجنوب يُعيد تموضعه كرقم صعب في المعادلة الإقليمية ‘ وكطرف مستقل لم يعد يقبل بدور التابع أو الشريك.