المدارة | استطلاع | مريم بارحمة
الأحد 20 نوفمبر 2022
تعاني العاصمة عدن وباقي محافظات الجنوب من موجات نزوح من مناطق الشمال، بأعداد هائلة وغير مبررة، عملية النزوح ممنهجة حيث نشاهد أن النزوح لا يكون إلا باتجاه مدن الجنوب مع أن بعض مدن الشمال آمنه.
وأدت تداعيات النزوح إلى جملة من المشاكل يلخص بعضا منها أستاذ علم الاجتماع بجامعة عدن البروفيسور فضل عبدالله الربيعي قائلًا :” ادت حركة الهجرة والنزوح المتكرر إلى العاصمة عدن إلى جملة من المشاكل البيئية، الاقتصادية، والديمغرافية، والأمنية، والعمرانية التي أخلت بالنسيج العمراني والحضري للمدينة، وزادت من تباعد التجانس الاجتماعي، وتفاقم مشكلات البطالة، والجريمة، والسكن والخدمات الاجتماعية بصفة عامة”. كما كشف تقرير رسمي صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي نهاية العام 2019م، إن العاصمة عدن استقبلت (3642000) ثلاثة مليون وست مئة واثنين واربعون نازحًا شماليًا، عاد بعضهم إلى مواطنهم وبقي فيها أكثر من مليون ونصف نازح، وهو عدد اعتبره مراقبون بأنه يفوق عدد سكان عدن، ولم يعلن التقرير عن الأسباب السياسية للنزوح، كما أن أعداد النازحين في تصاعد مستمر بالسنوات الماضية، لكنهم يعودون إلى مناطقهم وقراهم بالشمال في المناسبات والأعياد!!!
وهذا يثير العديد من التساؤلات منها: ما أبرز الأهداف الكامنة لنزوح ابناء الشمال باتجاه الجنوب؟ ما مخاطر النزوح على التركيبة السكانية (التركيبة الديمغرافية) للجنوب ؟ ما اضرار النزوح إلى الجنوب على البنية التحتية من كهرباء وماء وصحة وتعليم…الخ وهل يسهم النزوح في تدهور وتدمير البنية التحتية؟ وما مخاطر هذا النزوح على الهوية الجنوبية؟ وهل ساهم النزوح بالفساد ونهب ثروات الجنوب باسم الانسانية والنزوح؟ كما أن المعونات والمساعدات الانسانية التي تقدمها المنظمات الانسانية لأبناء الشمال باسم النازحين هي بالأصل تحت بند مساعدات للجنوب فما أثار ذلك على المواطن بالجنوب؟ وما مخاطر النزوح على الجوانب الأمنية في الحنوب هل أثر على الاستقرار والأمن سلبا في محافظات الجنوب؟
في هذه الزاوية نكشف الغموض عن هذه الأسئلة من خلال آراء نخبة من السياسيين والعسكريين والكتاب والإعلاميين.
-عرقلة حل قضية شعب الجنوب
بداية لقاءاتنا كانت مع الأستاذ صالح علي الدويل باراس، كاتب وعضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي
فيتحدث عن الأهداف الكامنة للنزوح إلى الجنوب قائلاً : “أبرز هدف هو السيطرة الفعلية على عدن وخلق الفوضى والضغط على الخدمات والسيطرة على منظمات العمل المدني والإنساني، وأن لا آثار حرب للحوثي إلا في الشمال الذي جعلهم ينزحون للجنوب. بينما كل مدن الشمال آمنة والهدف سياسي واجتماعي واقتصادي فالنزوح أحد أهم قوابض اليمننة للجنوب وعرقلة أي حل لقضية شعب الجنوب “.
-حقيقة النزوح
ويضيف عميد ركن ناصر سالم عبدالمحسن ابو ايمن الردفاني، نائب رئيس العمليات الرئاسية بالمجلس الانتقالي مستشار محافظ عدن:” أولاً: إطلاق كلمة نازح على أبناء مناطق الشمال يعتبر خطاء كبير، ونحن نساعد في هذا الخطأ بتمسكنا بهذه التسمية؛ لأن النازح لا يغادر مكان النزوح نهائيا حتى تحل المشكلة التي أدت به إلى النزوح؛ لأنه يفترض ان هناك مخاطر تهدد حياته إذا عاد إلى موطنه، في الوقت الذي لم يزول فيه الخطر الذي أدى به إلى النزوح، لكن هؤلاء النازحين في المناسبات والاعياد يشدوا رحالهم ويعودون إلى أوطانهم يقضوا إجازاتهم فيها دون ان تهددهم أي اخطار وبعد قضاء فترة هذه المناسبة أو العيد يعودون مرة اخرى تحت تسمية نازحين”.
-جهود منظمة وإجراءات تشريعية
بينما الأستاذ عبدالله علي لحقد، ناشط جنوبي يقول :” المساحة الجغرافية والموقع الاستراتيجي والثروات النفطية والسمكية والمعادن الثمينة والاراضي الزراعية الواسعة كانت أبرز اهداف السيطرة الشمالية على الجنوب وكانت الوحدة هي حصان طروادة الذي سيوصلهم لتحقيق أهدافهم”.
ويوضح الأستاذ لحقد قائلاً:” بالنظر إلى الكثافة السكانية في الشمال فقد كان مشروع توطين الشماليين في الجنوب من أبرز أهداف نظام صنعاء التي سعى جديا لتحقيقه، وبرز صراحة في خطاب قياداتهم الإعلامية في نشوة انتصار الشمال في السيطرة على الجنوب وتدمير وسلب ونهب كل خيراته”، مضيفًا :” لعل تصريح محمد اليدومي رئيس حزب الاصلاح بالعمل على توطين 5 مليون شمالي في محافظات الجنوب أبرزها، ورافق ذلك الإغراءات والدعم الفعلي من رئيس الدولة ورئيس حزب المؤتمر علي عبدالله صالح بصرف اراضي سكنية مجانية في المكلا عام 1994م وتقديم قروض للقيادات الشمالية لبناء مساكن وتسهيل دعم زواجهم من محافظات الجنوب، دعوة محافظ المهرة الشمالي لأبناء الشمال للقدوم للمهرة وصرف لهم اراضي وتقديم لهم تسهيلات ودعم السلطة للاستقرار في المهرة”، مضيفا :”وقد رافق كل هذه الجهود المنظمة إجراءات تشريعية تكللت بوثيقة مشروع الدستور التي تجيز للمواطن الشمالي المقيم في الجنوب حق الترشح للانتخابات والتصويت وذلك تمهيدا لتغيير ديموغرافي يضمن لهم السيطرة بالأغلبية العددية بالتالي تثبيته كأمر واقع”.
-تثبيت الاحتلال
وعن مخاطر النزوح على التركيبة السكانية (التركيبة الديمغرافية) للجنوب
يتحدث عميد ركن علي عبدالله بامعيبد، رئيس الإدارة السياسية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي مديرية غيل باوزير:” هناك العديد من الظواهر والشواهد الماثلة أمامنا فيما يتعلق بالمخاطر التي تترتب عليها ظواهر النزوح سوى من دولة إلى دولة أو من شعب إلى شعب أو أمة ايضا داخل الدولة نفسها، هناك الكثير من الدول تضم في تركيبتها السكانية تعدد القوميات أو الشعوب وبالتالي عند بروز أي ظاهرة ولأي أسباب كانت سوى بفعل الكوارث الطبيعية أو الحروب الأهلية أو الوطنية تنشأ هذه الظاهرة في ظروف استثنائية وتحت مسميات مختلفة إنسانية أو أمنية …الخ كذلك بين الدول هنا تأتي جملة من الأهداف التكتيكية أو الاستراتيجية أو الجو استراتيجية، يعني الغاية منها وطبيعتها من حيث الشكل والجوهر”.
-استيطان ممنهج
ويوضح عميد ركن ناصر عبدالمحسن قائلاً:” يتم شراء لنازحين اراضي زراعية في كلا من لحج وابين ويحفروا لهم الآبار وكثير منهم الان لديهم مزارع وأصبحوا ملاك كبار، وهناك من يصرف لهم بطائق شخصية على أساس انهم من ابناء الجنوب، البعض بواسطة ضعفاء النفوس من أبناء الجنوب، والبعض الاخر هناك منظمات تصرف لهم شهادات ميلاد وبطائق أيضا”.
-خطورة تغيير التركيبة السكانية
بينما الإعلامية حنان فضل تقول :”مخاطر النزوح كبيرة مستقبلاً؛ لأنه يؤثر على التركيبة السكانية، حيث أعدادهم تسبب عبء كبير على المواطنين الأصليين وخاصة أننا في وضع خطر، وما يحدث في الجنوب سببه النزوح الممنهج لتغيير التركيبة السكانية ويسهل الاستيطان لهم”.
-أخطر عمل سياسي منظم
ويضيف الأستاذ الدويل : “النزوح أخطر عمل سياسي منظم وموجه على التركيبة السكانية في الجنوب، اذ يجعل الجنوبيون اقلية في مدنهم الرئيسية، في حين النازحون يسيطرون على الاسواق بل ان اغلبهم يستخرجون شهادات للمواليد وبطائق شخصية انهم من سكان محافظات الجنوب التي ينزحون اليها”.
تمزيق تماسك النسيج الجنوبي
ويضيف العميد ركن بامعيبد : ” النزوح السياسي أو ذات نزعة سياسية مثل ما هو حاصل اليوم بين اليمن والجنوب العربي هذا في حد ذاته ليس نزوحًا بل شكل من أشكال البدائل؛ لتثبيت الاحتلال، كنتيجة طبيعية للنضال الوطني القومي والسياسي لشعب الجنوب ستتمخض عنه الكثير من الاستحقاقات الوطنية السياسية ومن أجل التأثير السلبي في المعادلة القائمة. عملت وتعمل القوى السياسية والفعاليات الراديكالية الأحادية أو البينية العميلة استخدام كافة البدائل الممكنة للحيلولة دون التأثير المتماسك للنسيج الجنوبي باعتباره صمام الأمان، النسيج الاجتماعي الجنوبي الذي ظل ولازال يشكل العقبة العصية أمام أطماع الاحتلال اليمني”، مؤكدا ان ما يجري الآن ليس نزوحا بمفهومة الإنساني وانما غزو معادي، ومخطط يهدف لأحداث فجوات في التركيبة السكانية لشعب الجنوب اي تغير ديموغرافي واضح مالم يحقق فئة الاحتلال الأغلبية المريحة على الأقل قيمة نسبية معينة تشكل عائق أمام الأحداث والمتغيرات الدراماتيكية التي تشهدها الساحة الجنوبية هنا تكمن خطورة هذا النزوح ( الغزو).
-النزوح وتدهور البنية التحتية
ويؤدي النزوح لأضرار في البنية التحتية من كهرباء ومياه وطرقات ومستشفيات ومدارس خاصة بالعاصمة عدن ومحافظات الجنوب عامة حيث يؤكد الأستاذ صالح الدويل: أن النزوح سبب من اسباب تدهور البنية التحتية؛ لأنه مبثوث في الاحياء والاسواق والطرقات والمدارس والمستشفيات ويستخدم خدمات وبنى تحتية جاءت الحرب وهي ضعيفة ثم دمرت الكثير فيها، وجاء النزوح فكان من الاسباب الرئيسية في تدهور تلك البنية.
-الخطر القادم على الجنوب
ويوضح الأستاذ عبدالله لحقد بالقول : “بينما الدول في حالات الحروب تقوم ببناء مخيمات للنازحين وتوفر لهم فيها الخدمات من صحة وتعليم وكهرباء ومياه… شاهدنا حكومة الشرعية المسيطر عليها من حزب الاصلاح تعمل جاهدة؛ لترمي بثقل النازحين المدعومين لأهداف سياسية وعنصرية بين المواطنين في الجنوب المغلوب على امرهم، الأمر الذي يتطلب الوقوف الجاد لتدارك هذا الخطر القادم على الجنوب”.
-النزوح تديره منظمات وقوى خفية
ويضيف عميد ركن ناصر عبدالمحسن :” النزوح في الواقع عملًا ممنهجًا تديره منظمات وقوى خفية وتقدم في سبيل ذلك الاموال الطائلة، وهناك من يقوم بصرف لهم اراضي ويقومون بالبناء عليها مساكن شرعية ويستلمون رواتبهم بالريال والدولار وهناك من يعيشون هم وعائلاتهم في الفنادق، ولك ان تتخيل حجم الانفاق والتكلفة الباهظة الذي ينفقوها اولئك الذين يسكنون في الفنادق”
-زيادة المعاناة والتدهور
وتؤكد الإعلامية حنان:” ازدادت المعاناة بسبب نزوح الشماليين المستمر إلى الجنوب وخاصة أن الأوضاع متردية ولا تتحمل هذا الكم الهائل من النازحين، والواقع خير شاهد على هذا الوضع السيء في فترة تواجدهم واحتكارهم على كل شيء بمساعدة أشخاص يعتبرون أعداء للجنوب”.
-شرعنة الفساد
وبدوره عميد ركن علي بامعيبد يوضح بالقول :” بعد اعلان عدن التاريخي وبعد الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية لجأت القوى المعادية الشمالية والبؤر العميلة الجنوبية المتخادمة معها مستخدمين كل الاوراق والإمكانات والقدرات العسكرية والسياسية الموروثة من نظام علي عبدالله صالح والقوى الراديكالية الظلامية واستخدامها في جربها وفشلت في يناير 2018 واغسطس 2019م.
ويردف بامعيبد: لذلك لجأت للجوانب الاقتصادية والخدماتية وهناك العديد من الشواهد: أولا: عدم انتظام الرواتب، ثانيا: انعدام الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والخ ثالثا: نهب الثروات بشكل مباشر أو غير مباشر، والاسراف في نفقات الحكومة والدولة على حساب الثروات الجنوبية المكتشفة إلى جانب شرعنة الفساد والتعطيل المتعمد للقوانين وتدمير المبادئ والأخلاق والقيم النبيلة لشعب الجنوب”
-الازدحام الخانق ممنهج
ويؤكد عميد ركن ناصر عبدالمحسن :” ان هناك شركات اغرقت عدن بالباصات الصغير التي يسموها الدباب ويتم تأجيرها إلى هؤلاء من أجل تؤمن تحركاتهم تحت شعار الأجرة؛ مما تسبب في تشكيل هذا الزحام الخانق، بالإضافة إلى العاملين في الورش والمطاعم واصحاب الفرشات والباعة المتجولين، والهدف من كل ذلك هو تغيير التركيبة السكانية لعدن والجنوب، ومعظم هؤلاء عسكريين ويشكلون قوة احتياط في حالة نشوء اي موقف سيندلع القتال في كل حاره وفي كل شارع وكانت تجربة حرب 2015 خير دليل حيث تحولوا إلى قناصة ماهرين، بمعنى اصح هؤلاء ليس نازحين اطلاقا، وحتى الهدنة المقررة من قبل المجتمع الدولي محصورة على مناطق الشمال كل الجبهات الشمالية متوقفة ماعدا الجبهات الجنوبية لم يتوقف فيها الحرب حتى ساعة واحدة”.
ويضيف عميد ركن ناصر عبدالمحسن :” نعم هناك اضرار كبيرة لحقت بالبنية التحتية برمتها في كل المجالات في الكهرباء والماء والتعليم والصحة وغيرها وحتى استولوا على كل الأعمال والمهن الصغيرة، وأصبح ابن الجنوب هو النازح الحقيقي وهؤلاء هم أصحاب الأرض”.
-مخطط الالتفاف على الاستفتاء
وبالنسبة لأضرار ومخاطر النزوح على الهوية الجنوبية يوضح الدويل:” لو ان النزوح يتميز بإسكان النازحين في مخيمات نزوح خارج المدن فان غير ضار على الهوية الجنوبية ويمكن السيطرة عليه، لكنه نزوح مبثوث في الاحياء والحارات وبالتأكيد يلاقي تسهيلات استخراج هويات جنوبية وهذا مخططاتهم للالتفاف على مسالة الاستفتاء لو تم اقرارها دوليا لحل قضية الجنوب”.
-فساد ونهب مستحقات الجنوبيين
وبالنسبة لمدى اسهام النزوح بالفساد ونهب ثروات الجنوب باسم الانسانية والنزوح
يضيف الأستاذ الدويل :”من حيث الفساد المالي ونهب مستحقات الجنوبيين فانه كان من العوامل المساعدة الرئيسية في نهب مستحقات يجب ان تصل للجنوبيين ومن الاثار الضارة الفساد الخُلقي فان للنزوح إثر واضح في ذلك لا يمكن انكاره”.
كما أن المساعدات الانسانية التي تقدم لأبناء الشمال باسم النازحين وهي بالأصل تحت بند مساعدات للجنوب لمعرفة أثار ذلك على المواطن بالجنوب يشير الأستاذ الدويل قائلا:” هذه من التأثير الضار للنزوح على الفئات الجنوبية المستهدفة من الجنوبيين التي حرمها النزوح، فالمنظمات التي تمسح النزوح وتقيّمه تهتم بالنزوح الشمالي لان القائمين عليها شماليون ومنظمات شمالية انتقلوا بنشاطهم إلى الجنوب ويهتمون بالنزوح الشمالي فقط”.
– النازحون أفضل حالًا
وحول تأثير استحواذ المساعدات الإنسانية باسم للنازحين تؤكد الإعلامية حنان فضل بالقول :” تؤثر على الجنوبيين بسبب تواجد النازحين والمساعدات تقدم لهم بالرغم أنه المواطنين الجنوبيين الأحق فيها؛ بسبب الوضع الاقتصادي السيء بينما بعض النازحين نجدهم يمتلكون أفضل البيوت والمال ولديهم الاستطاعة على توفير له كل شيء”.
-تفعيل القوانين الخاصة بالنزوح
وترى الإعلامية حنان فضل: أن الحل للقضاء أو الحد من آثار ظاهرة النزوح : يكمن في التعامل معهم كنازحين دون صرف بطائق خاصة بهم أنهم جنوبيين وهناك قوانين تطبق أثناء النزوح يجب أن تفعل وحسب القواعد المتعارف عليها وتتمنى ذلك.
-تدمير النظام والقانون
ويقول العميد ركن بامعيبد :”الفساد، التضخم، الركود، العجز في ميزان المدفوعات، تدني القدرة الشرائية للمواطن لم تكن عناوين أو مصطلحات للتعريف على العكس بل هي نقلات نمطية معينة تستجيب لبنك الأهداف الممسوحة سلفا في نفس الوقت موجهة لتلبية غايات معينة ومن أولوياتها تدمير البناء الفوقي أي الدولة أو النظام العام والقانون الناتجة عن الخلل الموجود في جسم المجتمع والحركة السلبية في البناء التحتي من حيث العلاقات الإنتاجية والسلوك الرخو في العلاقات العامة المزدوجة التي تحكم المحكوم والحاكم و…الخ”
-المخاطر الأمنية
وبالنسبة للمخاطر على الجوانب الأمنية يوضح عميد ركن ناصر عبدالمحسن قائلاً: “نعم هناك تأثير على الجوانب الامنية من خلال أعمال الإرهاب والاتجار والترويج للمخدرات وانتشار الجريمة وخطف الاطفال والمتاجرة بالأعضاء البشرية، وممارسة التسول، مع العلم ان هناك منظمات تنظم هذا التسول”، مضيفا:” فكل هؤلاء المتسولين موزعين في اماكن وكأنهم موظفين، تلاحظ وهم ينتشروا من الصباح الباكر وكل مجموعة محددة لها موقع لا تبارحه نهائيا، وتتواجد فيه بشكل يومي. وكل هؤلاء يقومون بمهام اخرى كالرصد والتقاط الصور وتحديد نوعية الاليات والطرق الذي يتم ارتيادها من قبل القيادات العسكرية والأمنية، وفي هناك مجاميع أخرى من هؤلاء المتسولين يذهبوا إلى البيوت للرصد والتتبع ويقوموا بمهامهم بمثابرة ونشاط منقطع النظير”.
ـالنزوح غطاء للمهمات الخاصة
يقول العميد ركن علي عبدالله بامعيبد حضرموت: ” أولا يجب الاجابة على ما هو الأمن وما هو الاستقرار هناك مصفوفة متكاملة من المفاهيم الموضوعية والذاتية التي تعنى وتقيم المقومات الأمنية في ظاهرها منشاء وحركة وقدرات علمية مهنية وملاكات معينة للكادر المنتسب لها… الخ، لكن هناك مسائلة ذات أهمية قصوى آلا وهي المواطن وصفة العلاقة التي يتميز بها مع المسارات الأمنية المختلفة.
ويشير بامعيبد إلى: أن الشعوب ذات التاريخ والحضارة والنسيج الاجتماعي الواحد مهما تباينت فيها المصالح للشرائح الاجتماعية المختلفة، لكن تظل القواسم المشتركة فيها هي الوسيلة الوحيدة والممكنة لنقل الحركة للحياة المشتركة داخل المجتمعات المحلية في المديريات والمحافظات وبالذات الدفاع المشترك عن حياض الوطن والمخاطر التي تهدد البيئة والإنسان اي تهدد وجوده. وأن عملية الحفاظ على النسيج الاجتماعي موحدا لم تكن نزعة قومية معينة بل هي ضرورة تاريخية ملازمة للحياة العامة للشعوب والقوميات المختلفة.
ويضيف عميد ركن بامعيبد :” في الواقع تعتبر موجات النزوح التي تشهدها مناطق الجنوب من قبل الكيانات والحركات السياسية اليمنية تحت مسمى النازحين ما هو إلا غطاء للمهمات الخاصة التي تمولها وتنفدها تلك القوى، والذات الراديكالية منها الإخوان أو الكولاك ( الائتلاف القبلي العسكري) والمنظومة القبلية. أن حقيقة ما يجري من اختراقات أمنية منها الصغيرة الوسطى والكبيرة تأتي وفقا لتبادل الأدوار وطبيعة النوايا والمصالح وبالذات العمليات الإجرامية المنفذة في حق الجنوبيين”.
-تخادم النزوح والاختراقات الأمنية
ويتساءل بامعيبد :” لماذا الإرهاب والاختراقات الأمنية لم تستهدف إلا مناطق الجنوب والدماء الجنوبية لماذا لم تستهدف القوى الأخرى، وهذا دليل قاطع على التخادم القائم ما بين النزوح والاختراقات الأمنية ( الغزو) يعني أن النزوح لم يأتي لدواعي إنسانية وإنما هو في واقع وسيلة أو آلية لتنفيذ المهام المباشرة كالاغتيالات وتدمير البنى التحتية، وغير المباشرة كدعم اللوجستي والخزن والاختفاء والأعمال الاستخباراتية و….الخ ، العلاقة ما بين النزوح وعدم الاستقرار الأمني مسائلة طبيعية جدا
يناير 23, 2025
يناير 23, 2025
يناير 23, 2025
يناير 23, 2025
يناير 23, 2025
يناير 23, 2025
يناير 23, 2025
يناير 23, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025