الظلم مهما بلغ من قوته وتجبره، لا يدوم. قد تكون له جولة يحكم فيها بالقهر والزيف، لكنه زائل لا محالة، لأن الباطل هشّ مهما بدا قوياً. واليوم يقف الشعب وقفته الكبرى، معلناً انتفاضته ضد كل ظالم وفاسد استغل منصبه وموقعه ليسرق قوت الناس ويدمر مؤسسات الدولة وشركاته النفطية الوطنية. الشعب الذي تحمل طويلاً أكاذيبهم وتجاوزاتهم، قرر أن تكون له كلمة الفصل، ليضع حداً لجولات الظلم التي أرهقت الوطن وأفقرته، وليعيد للدولة هيبتها وللشعب كرامته.
رسالة اليوم واضحة وقوية، لكل مسؤول استغل منصبه للظلم أو تشويه الشرفاء من كوادر الوطن لأجل مصالحه الضيقة، نقول له (الشعب لن يصمت بعد الآن) . من شوه الحقيقة، واتهم الأبرياء ظلماً، وسرق ثروات البلاد، وحوّل مؤسسات الدولة وشركات النفط الوطنية إلى ملكية خاصة، عليه أن يعلم أن الدائرة دارت، وأن انتفاضة الشعب لن ترحم من أفسد وأساء وأذل. إن عجلة التغيير انطلقت ولن تتوقف إلا بإزالة كل من أسهم في تدمير الاقتصاد الوطني وأوصل العملة المحلية إلى الحضيض، وكل من تاجر بمعاناة الناس لتتضخم ثرواته.
اليوم للحق صوتٌ أعلى، وشعبٌ أقوى. الشعب الذي ربما تعثر في محاولاته السابقة، اصطدم بالحراسات المدججة حول المسؤولين الفاسدين، لكنه عاد الآن أكثر إصراراً وعزيمة، متحداً لاقتلاع جذور الظلم من كل المحافظات المحررة. لقد أدرك الشعب أن الحياة الكريمة لا تُمنح، بل تُنتزع من براثن الظلم، وأن الحق يحتاج إلى قوة تدافع عنه وإرادة لا تنكسر.
لكل فاسد أوقف عجلة التنمية، ونهب المال العام، وأفقر الناس، وأساء لمؤسسات الدولة نقول له (ظلمك لن يستمر، لأن الأيام دارت، والشعب نهض ليأخذ حقه). انتفاضة اليوم ليست لحظة غضب عابرة، بل هي لحظة تاريخية، يتحرك فيها الناس من كل المحافظات، ليعيدوا التوازن الذي اختل طويلاً، وليؤكدوا أن العدل هو القاعدة، وأن الحق قد يغيب لجولة لكنه يعود دائماً بأكثر من جولة.
الشعب لن يتراجع حتى يطهر الوطن من الظلم والفساد، وحتى تعود ثروات الوطن لأصحابها الحقيقيين، وتُبنى الدولة على أسس العدالة والنزاهة والشفافية. تلك هي اللحظة التي يدور فيها الزمن على الباغي، ليواجه نتائج أفعاله. ولأن الحق راسخ بجوهره العادل، فإن الشعب المنتفض هو القوة التي ستحقق العدل، وستعيد للوطن وجهه المشرق، وللشعب حقه في العيش الكريم.
إنها لحظة الحساب والحسم، ولا صوت يعلو على صوت الشعب. الظلم انتهت جولته، وبدأت جولات الحق.
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025