المدارة -عدن
تعيش العاصمة عدن ومحافظات الجنوب أوضاعًا إنسانية واقتصادية صعبة، حيث تزداد معاناة المواطنين يومًا بعد يوم بسبب تدهور الخدمات الأساسية، والانهيار الاقتصادي المتسارع، وانعدام مصادر الدخل، ما ينذر بكارثة إنسانية تلوح في الأفق.
أزمة خانقة ومعاناة متصاعدة
تشهد عدن ومدن الجنوب أوضاعًا معيشية صعبة مع تفاقم أزمة الكهرباء والمياه، وانقطاع الخدمات الصحية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود نتيجة لانهيار العملة المحلية. وقد أدى هذا التدهور إلى احتجاجات شعبية غاضبة، وسط اتهامات موجهة للحكومة الشرعية بالفشل في إدارة الأوضاع.
وأصبحت العاصمة عدن غارقة في الظلام والفقر، وشهدت توقف مضخات المياه، وتعطلت المستشفيات، مما زاد من معاناة السكان الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة كارثية دون حلول تلوح في الأفق.
المواطنون يتحدثون عن غياب كامل لمقومات الحياة الأساسية، وسط صمت حكومي، وكأن المدينة أصبحت منسية.
حرب الخدمات واستهداف الجنوب
يرى مراقبون أن الأزمات التي تعصف بالجنوب ليست مجرد مصادفات، بل تأتي ضمن مخطط ممنهج تقوده قوى يمنية معادية، تسعى لإضعاف الجنوب وزعزعة استقراره. فمنذ سنوات، تشهد عدن حرب خدمات تهدف إلى تأليب الشارع ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، وتحميله مسؤولية الإخفاقات، لإيجاد بيئة مناسبة لعودة قوى الإرهاب والميليشيات الحوثية إلى الجنوب.
وفي هذا السياق، تشير التقارير إلى أن القوى اليمنية المعادية، ومن بينها جماعات موالية لحزب الإصلاح والحوثيين، تعمل على تأجيج الاحتجاجات، واستغلال معاناة المواطنين للتحريض على الفوضى، مستغلة الظروف المعيشية الصعبة لخلق حالة من عدم الاستقرار.
دعوات للتدخل العاجل وإنقاذ الجنوب
في ظل هذه الأوضاع، ناشدت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي دول التحالف العربي، خصوصًا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، للتدخل العاجل لإيقاف التدهور الكارثي في عدن والجنوب عمومًا، محذرة من كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين.
وأكدت الهيئة أن العاصمة عدن تواجه أوضاعًا غير مسبوقة، في ظل الغياب الكامل للحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، وعجزهما عن القيام بمسؤولياتهما، ما أدى إلى شلل تام في الخدمات، وانهيار العملة، وارتفاع الأسعار، وسط غياب أي خطط لمعالجة الأوضاع.
وشددت الهيئة على رفضها استغلال هذه المعاناة لتحقيق أجندات سياسية مشبوهة، تخدم الميليشيات الحوثية والجماعات الإرهابية، مطالبة بحلول جذرية، وليس مجرد وعود لا تُنفَّذ.
الإدارة الذاتية.. خيار لإنقاذ الجنوب
مع تزايد تدهور الأوضاع، عاد الحديث عن الإدارة الذاتية للجنوب كخيار ضروري لضمان استقرار الأوضاع، حيث يرى العديد من السياسيين والخبراء أن تجربة الإدارة الذاتية التي أعلنها المجلس الانتقالي الجنوبي سابقًا أثبتت نجاحها في ضبط الأسواق، واستقرار العملة، وتحسين الخدمات.
وبحسب مراقبين، فإن استعادة الإدارة الذاتية باتت ضرورة ملحّة، كونها تمثل الحل الأنسب لإدارة الموارد الجنوبية بعيدًا عن سيطرة القوى اليمنية المعادية، التي عملت على إفشال أي جهود لإنعاش الاقتصاد الجنوبي.
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن الإدارة الذاتية تحتاج إلى خطة متكاملة تشمل مكافحة الفساد، وتنظيم الإيرادات، وتفعيل دور القضاء والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، لضمان إدارة شفافة وفعالة لموارد الجنوب.
تحذيرات من الفوضى ومخططات استهداف الجنوب
في خضم هذه الأزمات، أطلق ناشطون جنوبيون حملة إعلامية للتحذير من محاولات بعض الجهات الموالية للحوثيين استغلال الاحتجاجات وتحويلها إلى أعمال فوضى، تهدف إلى إشغال القوات المسلحة الجنوبية، لتمكين الميليشيات الحوثية من تنفيذ مخططاتها في الجنوب.
وأكد الناشطون أن هناك جماعات تسعى إلى ركوب موجة الاحتجاجات، وتحويلها من مطالب حقوقية مشروعة إلى أعمال تخريبية، تهدف إلى تقويض الأمن والاستقرار في عدن، وإضعاف الموقف الجنوبي في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية.
وشدد الناشطون على ضرورة توخي الحذر من هذه المخططات، والتأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يقف إلى جانب المواطنين، ويسعى إلى إيجاد حلول مستدامة للأزمات المتفاقمة.
دعوات لتوحيد الصف الجنوبي والتصدي للمؤامرات
أمام هذه التحديات، تتزايد الدعوات إلى وحدة الصف الجنوبي لمواجهة المخططات التي تستهدف الجنوب، وتعزيز موقف المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافل الإقليمية والدولية، باعتباره الممثل الشرعي لشعب الجنوب.
ويؤكد سياسيون أن وحدة الصف الجنوبي ستعزز موقف الجنوب في التأثير على صناعة القرار الدولي، وستشكل قوة ضغط لدفع المجتمع الدولي نحو دعم حقوق الشعب الجنوبي، وإيجاد حلول فعلية للأزمات التي تعصف به.
مطالب بتدخل عاجل وإنقاذ الجنوب من الكارثة
وسط هذه الأوضاع، تتجه الأنظار إلى التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، لاتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب، ودعم موقف المجلس الانتقالي الجنوبي في محاسبة الفاسدين، ووقف التدهور الاقتصادي والخدمي.
كما يؤكد خبراء أن الاستمرار في تجاهل معاناة الجنوبيين قد يهدد الأمن القومي العربي، ويمنح الميليشيات الحوثية والجماعات الإرهابية فرصة لاستغلال الأوضاع، مما يتطلب تحركًا فوريًا لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان.
فبراير 22, 2025
فبراير 22, 2025
فبراير 22, 2025
فبراير 22, 2025
فبراير 22, 2025
فبراير 22, 2025
فبراير 22, 2025
فبراير 22, 2025
فبراير 22, 2025
فبراير 22, 2025
فبراير 22, 2025
فبراير 22, 2025
فبراير 22, 2025