في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، جاءت مبادرة صندوق حضرموت الخيري كأحد أهم المشاريع الإنسانية لدعم الأسر الأشد احتياجًا في المحافظة. هذه المبادرة، التي أطلقها اللواء الركن فرج سالمين البحسني خلال توليه منصب محافظ حضرموت، شكلت طوق نجاة لآلاف الأسر الفقيرة، حيث ساهم الصندوق في تقديم الإعانات النقدية المباشرة والمساعدات الأخرى التي خففت من معاناة المواطنين في حضرموت.
تأسيس الصندوق ودوره البارز في مساعدة المحتاجين
في السادس والعشرين من أغسطس عام 2021، أصدر المحافظ البحسني القرار رقم (109) القاضي بإنشاء صندوق حضرموت الخيري، ليكون أداةً فعالة في تقديم المساعدات المالية والعينية للأسر الأشد فقرًا في المحافظة. كما أصدر القرار رقم (110) لتشكيل مجلس إدارة للصندوق، يضم نخبة من الشخصيات الاجتماعية والاقتصادية، ما منح المشروع أساسًا متينًا واستدامة مؤسسية.
انطلقت أعمال الصندوق رسميًا في 16 نوفمبر 2021 خلال حفل تدشين بمدينة المكلا، حيث تم الإعلان عن استهداف أكثر من 25,000 أسرة في مرحلته الأولى، بمبلغ 750,840,000 ريال يمني. وقد تم توزيع الإعانات وفق آلية دقيقة عبر فروع صرافة البسيري لضمان وصولها إلى مستحقيها.
استمرار الصندوق في تقديم المعونات رغم التحديات
واجه صندوق حضرموت الخيري عدة تحديات، إلا أنه استمر في أداء رسالته بدعم مباشر من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء فرج سالمين البحسني. ففي 28 يناير 2023، أشاد البحسني بالجهود التي تبذلها قيادة الصندوق لضمان استمرارية تقديم المساعدات رغم العقبات المالية والإدارية، حيث بلغ إجمالي ما تم صرفه في ثلاث دفعات مليار و586 مليون و160 ألف ريال يمني، استفادت منها 25,000 أسرة على مستوى الساحل والوادي.. وحرص البحسني خلال لقائه بأعضاء مجلس إدارة الصندوق على مناقشة سبل تطوير نشاطه.
توقف الصندوق بعد استلام مبخوت بن ماضي للسلطة
رغم النجاح الكبير الذي حققه الصندوق في فترة البحسني، إلا أن نشاطه توقف تمامًا بعد تولي المحافظ مبخوت بن ماضي زمام السلطة المحلية. ولم تصدر أي توضيحات رسمية بشأن أسباب توقف الصندوق، مما أثار استياء الكثير من أبناء المحافظة الذين كانوا يعتمدون عليه في ظل تدهور الأوضاع المعيشية.
ويعد هذا التوقف انتكاسة كبيرة للجهود الخيرية في حضرموت، حيث ترك آلاف الأسر دون دعم كانت تعتمد عليه بشكل أساسي. في المقابل، كان اللواء البحسني قد وضع خطة لضمان استمرارية عمل الصندوق من خلال دعوة رجال الخير من أبناء حضرموت في الداخل والخارج للمساهمة في دعم الصندوق، إلا أن هذه الجهود لم يتم استكمالها بعد مغادرته المنصب.
استئناف نشاط الصندوق يثير التساؤلات
استأنفت السلطة المحلية في حضرموت مؤخرًا نشاط الصندوق الخيري لتقديم المساعدات والإعانات، في خطوة أثارت تساؤلات حول توقيتها، خاصة مع انتشار معلومات مؤكدة عن قرب تغيير المحافظ مبخوت بن ماضي. هذه الخطوة تأتي وسط جدل واسع بعد الكشف عن مصفاة سرية وأنبوب لنقل النفط، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان بن ماضي يسعى في الأيام الأخيرة من ولايته إلى تحسين صورته أمام الرأي العام.. فهل هي محاولة لاستعادة الثقة، أم أنها مجرد تحركات شكلية لا تغير من واقع التحديات والملفات العالقة التي تواجهها المحافظة؟.
إرث البحسني الإنساني وأهمية إعادة تفعيل الصندوق
لقد كان إنشاء صندوق حضرموت الخيري خطوة جريئة ومهمة في ظل التحديات الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وهو ما يعكس رؤية اللواء الركن فرج سالمين البحسني في تقديم حلول مستدامة لدعم الفئات الفقيرة.. إن إعادة تفعيل الصندوق اليوم باتت ضرورة ملحة، خاصة مع استمرار تفاقم الأوضاع المعيشية وازدياد عدد الأسر المحتاجة.
على الجهات المسؤولة إعادة النظر في هذا المشروع الإنساني، والعمل على توفير التمويل اللازم لضمان استمرار نشاطه. كما ينبغي على المجتمع المدني ورجال الأعمال في حضرموت التدخل لإنقاذ هذه المبادرة، التي مثلت في يوم من الأيام نموذجًا يحتذى به في العمل الخيري والتنمية المستدامة.
إن إرث اللواء فرج سالمين البحسني في المجال الإنساني لا ينبغي أن يتوقف، ويجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم في إعادة إحياء هذا الصندوق ليواصل رسالته في خدمة المحتاجين وتخفيف المعاناة عن الأسر الأكثر فقرًا في حضرموت.
فبراير 19, 2025
فبراير 18, 2025
فبراير 18, 2025
فبراير 17, 2025
فبراير 17, 2025
فبراير 17, 2025
فبراير 17, 2025
فبراير 17, 2025
فبراير 17, 2025
فبراير 16, 2025
فبراير 16, 2025
فبراير 16, 2025
فبراير 15, 2025