متابعات / 4 مارس 2025م
يأتي شهر رمضان هذا العام على اليمن في ظل استمرار الأزمات المعيشية والأمنية التي تعصف بالبلاد منذ انقلاب الحوثيين على السلطة في سبتمبر 2014، دون أي مؤشرات على تحسن الأوضاع. فمع استمرار المعارك والتشرذم السياسي والعسكري والاقتصادي، تتفاقم معاناة اليمنيين يوماً بعد يوم.
كان اليمنيون يستقبلون رمضان في الماضي بفرح واستعدادات كبيرة، لكنه تحول في السنوات الأخيرة إلى عبء ثقيل بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية. الأسواق شبه خالية من المتسوقين، ومظاهر الزينة والاحتفالات غائبة تماماً. ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، مثل الدقيق والسمن والسكر والأرز، أرهق كاهل المواطنين، خاصة مع استمرار أزمة انقطاع الرواتب وانهيار العملة الوطنية، مما أدى إلى تراجع القوة الشرائية وزيادة التضخم.
تقول منيرة سيف خالد، إحدى المواطنات اليمنيات: “لم نعد نرى أي استعدادات لرمضان هذا العام بسبب الفقر. المواطن بالكاد يستطيع توفير قوت يومه، والرواتب لا تكفي حتى لشراء كيس دقيق. الأسعار ترتفع يومياً، والعملة فقدت قيمتها”.
ويواجه اليمنيون تحديات كبيرة في توفير الاحتياجات الأساسية، حيث اضطرت العديد من الأسر إلى تقليل عدد وجباتها اليومية. كما أصبحت العديد من العائلات تعتمد على الوجبات التي تقدمها الجمعيات الخيرية في رمضان، والتي بالكاد تكفي شخصاً واحداً، مما يضطر الأهالي لتقاسمها.
التجار أيضاً يعانون من الركود الاقتصادي، حيث اقتصرت عمليات البيع والشراء على المواد الغذائية الأساسية، مع تراجع كبير في شراء الكماليات. يقول مهيوب غالب، تاجر مواد غذائية: “في السابق، كانت الأسر تشتري مؤونة رمضان بكاملها من بداية شهر شعبان، وكانت الأسواق تعج بالمتسوقين. لكن اليوم، المحلات تعاني من كساد غير مسبوق بسبب الأوضاع المتردية”.
ومن الأزمات التي تفاقمت مع حلول رمضان أزمة انعدام غاز الطهي، والتي يتم افتعالها سنوياً قبيل الشهر الكريم. يقوم بعض التجار باحتكار الغاز وبيعه في السوق السوداء بأسعار مضاعفة. يقول مصطفى التويتي: “بحثت في كل المحطات ولم أجد غازاً، واضطررت لشرائه من السوق السوداء بثلاثة أضعاف السعر الرسمي. هذه الأزمات تزيد من معاناتنا في رمضان”.
كما يواجه اليمنيون صعوبات في توفير كسوة العيد، حيث ارتفعت أسعار الملابس بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، مما أدى إلى كساد في محال بيع الملابس. يقول ضيف الله المعمري، صاحب محل ملابس: “كنا نستعد لرمضان بشراء كميات كبيرة من الملابس، لكن هذا العام هناك ركود كبير، ولم نتمكن حتى من بيع بضاعة العام الماضي”.
وتشير التقارير الدولية إلى أن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه، حيث يعاني 17.6 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي. وأدى النزاع المستمر إلى تفاقم الأوضاع، مع تراجع المساعدات الإنسانية وانتشار سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها.
مارس 4, 2025
فبراير 25, 2025
فبراير 17, 2025
فبراير 17, 2025
فبراير 14, 2025
فبراير 14, 2025
فبراير 14, 2025
فبراير 12, 2025
فبراير 10, 2025
فبراير 2, 2025
يناير 23, 2025
يناير 22, 2025
يناير 21, 2025