خاص / المدارة
الأزمة اليمنية ، ملف معقد ومتشعب ، ولم يعد يقتصر على الأطراف الداخلية ، بل أصبح مرتبطاً بمصالح إقليمية و أخرى دولية في إطار ” الصراع الإقتصادي بين الكبار ” و المؤثرين فيه.
مبادرة السلام لحل الأزمة اليمنية ، التي ترعاها سلطنة عمان ، والمملكة العربية السعودية ، تفتقد إلى أبسط المرتكزات الأساسية لتحقيق أهدافها ، ولعل أهم أسباب فشلها ” اليقيني ” هو أنها لم تستوعب الواقع على الأرض ، وما تمخضت عنه حرب 2015م ، ووجود واقع جديد ، على المستوى الإجتماعي والعسكري والسياسي ، خاصة في الجنوب ، و مناطق العربية اليمنية.
ولعل كل المراقبين الدوليين يرون أن أهم أسباب الازمة هو أن حقيقة الصراع فيها بين دولتين ( الجنوب ) و ( العربية اليمنية ) ، بعد فشل الوحدة الإندماجية بينهما و اشتعال الصراعات والحروب وماتمخض عنها من تطورات عديدة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية ، فالجنوب اليوم بات يمتلك جيشاً قوياً ومسيطراً على اغلب المحافظات الجنوبية عسكرياً ، ويملك المجلس الإنتقالي الجنوبي كحاملٍ سياسي لقضيته الجنوبية بمفهومها التحرري ، بينما الشمال أصبحت مليشيا الحوثي مسيطرة عليه ، ماعدى مديريتان في مأرب وبعض أجزاء من تعز تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في عدة دول عربية.
الأشقاء في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية يرتبطون بعلاقات ومصالح كبيرة مع أميركا وبريطانيا ، وبينما يرى الغرب أن التقارب الأخير بين الروس والمملكة العربية السعودية يلقي بتأثيراته على الصراع الغربي والشرقي بين الكبار ، ومع إقدام مليشيات الحوثي الإرهابية على عمليات قرصنة للسفن التجارية بالبحر الأحمر وخليج عدن ، واستهداف الأمن والسلم الدوليين ، فقد رفضت أميركا ومعها بريطانيا لأي مبادرات سلام في المنطقة على إعتبار أن وجود مليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً وتهديداتها ، لا يدعم أي عملية سلام بل يزيدها تعقيداً ، ومع وجود أطراف متصارعة وأهدافها متضادة كلياً ، فالمراقب لهذه الأزمة أصبح على يقين أن لا سلام سيحدث مالم تتوفر مرتكزاته الأسياسية المتمثلة في الآتي :
1/ فك الإرتباط بين الجنوب والعربية اليمنية.
2/ اسقاط مليشيات الحوثي في العربية اليمنية.
3/ استبعاد جماعة الإخوان المسلمين من أي دور أو مشاركة في الحكم شمالاً.
ولهذا لن تستطيع الدول الراعية لعملية السلام المزعومة أن تفرض بالقوة أي إملاءات لا تستوعب الواقع على الأرض ، ولا تلبي تطلعات شعب الجنوب وأهدافه ، لأن ذلك سيخلق حروب جديدة ستنعكس سلباً على المنطقة كلها.
يناير 23, 2025
يناير 23, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 22, 2025
يناير 21, 2025
يناير 21, 2025
يناير 21, 2025
يناير 19, 2025
يناير 19, 2025
يناير 19, 2025
يناير 19, 2025
يناير 19, 2025