
المدارة – خاص
السبت 6 ديسمبر 2025م
كتب :
منصور صالح
ثقافة السلب والنهب التي شاهدنا بعض مظاهرها مؤخرًا من بلاطجة في سيئون هي من النماذج الدخيلة على المجتمع الجنوبي بعد حرب اجتياحه في 7 يوليو 1994م.
لم يكن الجنوبيون يعرفون شيئًا اسمه سرقة أو نهب إلا في حدوده الدنيا التي لا تشكل رقمًا، وكانت محصورة في فئة معروفة.
قبل الوحدة، كانت الناس تضع أحذيتها واسطوانات الغاز خارج المنزل، وكانت الأبواب الخشبية تُقفل بقفل صغير كعلامة فقط على أن المنزل مغلق، كما كان أصحاب المحلات يذهبون للصلاة ويتركون محلاتهم مفتوحة.
بعد الوحدة، فوجئ الناس بسرقة أحذيتهم من أبواب المساجد، وباختفاء إطارات السيارات وبطارياتها من الشوارع، بل حتى الملابس المنشورة أمام البيوت كانت تختفي.
اليوم لا ينكر جنوبي أن هذه الظاهرة قد أثرت في بعض المرضى ووجدت لها سوقًا، لكنها تظل مكروهة مذمومة لدى عامة الناس، بل إن جزءًا من كره الناس للوحدة هو أنهم يرون أن السرقة والنهب والفيد والرشوة مساوئ مسجّلة باسمها، بل وشُجّعت عليها لإفساد المجتمع في الجنوب.
ما يثير الاشمئزاز في اهتمام الوحدويين بالمقاطع المقززة لبعض مظاهر النهب — التي يُقال إنها جرت في سيئون — هو أنهم يلومون تلاميذهم الذين تعلموا هذا السلوك من مجتمعهم الوحدوي، بكل ما فيه من مساوئ وعيوب، ويحاولون بإصرار نقلها وترسيخها في المجتمع الجنوبي.
اللص الجنوبي ملعون بلا شك، لكنه — في كل الأحوال — ضحية مدرسةٍ نقلت إليه هذه الثقافة بشكل ممنهج هدفه تفكيك المجتمع واستهداف أخلاقه وثقافته المدنية والمسالمة.
وأجزم أن لصوص سيئون، لو عاد بهم الزمن إلى ما قبل 20 مايو 1990م، لما فعلوا فعلتهم، ولكانوا أول من يحرس الممتلكات المنهوبة حتى يأتي أصحابها.
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025