
المدارة | متابعات
الأحد | 25 ديسمبر 2022
الاغتيالات بالجنوب سياسية وممهنجة تستهدف رموزه العسكرية والسياسية والأمنية وهو مشروع استخباراتي شمالي، وحرب خطيرة أخطر من الحرب في جبهات القتال؛ وذلك لتثبيت الاحتلال اليمني والهيمنة والسيطرة على ثروات الجنوب، وتزيد حدة الاغتيالات بالجنوب مع الانتصارات التي يحققها المجلس الانتقالي الجنوبي على أرض الواقع في كافة محافظات الجنوب، ورفض أي تواجد للقوات الاحتلال العسكرية اليمنية بالجنوب، ودعوات المجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ بنود اتفاق الرياض، في هذا الاستطلاع نسلط الأضواء على الاغتيالات بالجنوب مع نخبة من القيادات العسكرية وأكاديميين وإعلاميين لمعرفة لماذا الاغتيالات تستهدف القيادات الجنوبية؟ ومن المسؤول عن هذه الاغتيالات؟ وما الجهات التي تغذيها؟ وما أهداف هذه الاغتيالات الظاهرة والكامنة؟ وكيف يمكن حماية رموز الجنوب العسكرية والسياسية والأمنية من هذه الاغتيالات الممنهجة؟
-الهيمنة والاستئثار بالخيرات
البداية كانت مع الدكتور حسين مثنى العاقل، عضو هيئة التدريس بكلية التربية صبر وعضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي فيقول:” من المعلوم أن ظاهرة الاغتيالات الإرهابية للقيادات السياسية، هي ظاهرة تقف وتتبنى تنفيذها مراكز قوى يمنية وإقليمية ودولية، حيث خططت لها وسخرت الأموال والاغراءات لانتشارها في مجتمعاتنا العربية، الدوائر الرأسمالية الأمريكية الاوروبية وشركاتها الاحتكارية الطامعة في الهيمنة والاستئثار بخيرات وثروات البلدان العربية عموما، وخصوصا الثروات النفطية منذ أن أحكمت شركات تلك البلدان من سيطرتها الاستعمارية ونهبها غير الأخلاقي لثروات البلدان النامية والفقيرة”.
ويضيف د. العاقل :” لذلك لم تكن قياداتنا السياسية والعسكرية الجنوبية مستثناه من جرائم الاغتيالات الإرهابية، وعلى وجه الخصوص القيادات المناهضة والمقاومة للاحتلال اليمني، والرافضة لأساليب الهيمنة الاقتصادية على خيرات وثروات محافظات الجنوب، وأهمها الثروة النفطية والغاز الطبيعي والمعادن الثمينة، التي بسببها طبخت المؤامرات من قبل مراكز القوى القبلية اليمنية وتحالفاتها مع بلدان الشركات النفطية العالمية لاحتلال الأراضي الجنوبية والتخلص من قيادات دولة الجنوب ونظامها السياسي وجيشها النظامي المشهود له بالكفاءات العسكرية والأمنية”.
ويتابع د. العاقل: “وتأكيدا على صحة هذه الحقيقة نلاحظ بأن جرائم الاغتيالات التي طالت العديد من الشخصيات السياسية والقيادات العسكرية والإعلامية وغيرهم، قد نشطت وتفاقمت بصورة مرعبة منذ أن وطأة أقدام القيادة السياسية الجنوبية والكوادر المهنية عام 1990م مدينة صنعاء عاصمة الإرهاب اليمني، حيث باشرت في اغتيال كوادر وقيادات الحزب الاشتراكي بعد أن نجحت في استدراجها إلى مصيدة خديعة الوحدة المشؤومة”.
ويوضح د. العاقل قائلاً: :” كما زادت حدة الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية ضد مناضلي شعبنا الجنوبي باستخدام السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة الانتحارية بعد انطلاقة الحراك السلمي عام 2007م المطالب بحق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال واستعادة دولته الجنوبية المستقلة، ثم ارتفعت معدلات الاغتيالات والتفجيرات الانتحارية في العاصمة عدن تحديدا ضد رموز المقاومة الجنوبية خلال السنوات الممتدة من عام الغزو الحوثي وتدخل عاصفة الحزم لدول التحالف العربي في 2015 حتى عام 2021م، وراح ضحيتها العشرات من القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية والآلاف من الجنود والمواطنين الأبرياء”.
-حقيقة الاغتيالات
بينما عميد ركن علي عبدالله بامعيبد، رئيس الإدارة السياسية للقيادة المحلية وهيئتها التنفيذية بالمجلس الانتقالي الجنوبي مديرية غيل باوزير يقول:” الاغتيالات التي تطال القيادات الجنوبية لم تكن ظاهرة تاريخية أزلية العكس بل هي نتيجة طبيعية للصراع القائم بين قوى الخير وقوى الشر وما تحمله هذه القوى من مشاريع متناقضة شكلًا ومضمونًا، كلنا ندرك طبيعة وشكل الدولة الجنوبية ما قبل النكبة الظالمة 22 مايو 1990م المشؤم، حيث كان من أبرز اهتمامات هذه الدولة هو الإنسان انطلاقا من أن الإنسان هو الثروة الحقيقية التي يترتب عليها خلق وبناء وتشيد مقومات البناء الفوقي والتحتي للنظام السياسي للمجتمع، وفي هذه الجزئية نستطيع اكتشاف وبلورة وتميز القائد الجنوبي بالصفات التي يتصف بها القيادات الجنوبية قل ما تتصف بها أي قيادات أخرى خاصة في منطقتنا العربية بما فيها دول الجوار وفي مقدمتها العربية اليمنية.
فالقيادي الجنوبي الفذ الوسيلة الاعظم وتتحطم من خلاله آمال وطموحات أعداء الجنوب؛ حيث يشكل العقبة أمام مشروع النهب والسلب والسيطرة النسبية والمطلقة احيانا على جنوبنا الحبيب هنا بالذات تكمن أسس ومفاهيم وحقيقة هذه الاغتيالات”.
-مشروع شعب ونجاحات
ويؤكد الإعلامي والناشط السياسي الأستاذ فاروق أحمد العكبري قائلا :”تستهدف الاغتيالات قيادات الجنوب؛ لأن القيادة الجنوبية تحمل مشروع شعب مشروع دولة وحققت نجاحات عسكرية سياسية وميدانية وقدمت شيء ملموس على الواقع، وتقدمت خطوات في مستوى قضية شعب الجنوب”.
-القوى الحالمة بالسيطرة على الجنوب
وللتعرف على الجهات المسؤولة عن هذه الاغتيالات والجهات التي تغذيها
يقول عميد ركن بامعيبد:” تحدثنا عن ظاهرة الصراع بين الخير والشر اذا لكل طرف قواه واجندته التي يعمل من خلالها لتطويق وتدمير الطرف المنافس مثلا القوى الراديكالية العابرة للقارات والتي تجمعها شراكة وقوائم مشتركة مع بعض القوى الطفيلية مثل: (الإخوان الإصلاح، المؤتمر، عصبة حضرموت مشايخ القبائل المتئدلجين وهناك العديد من القوى الحالمة بالسيطرة على مقدرات شعب الجنوب أرض، وثروة)، مضيفا :” العناصر التي تنفذ الاغتيالات ماهي إلا أذرع تحركها شهوة المال المستفيدون والممول الحقيقي هي في تقديري الشخصي أطراف إقليمية ودولية وهي معروفة من دمر سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن والجنوب هي نفس القوى غير أنها تتلون وتتموه وفقا لطبيعة المنطقة وطبيعة الدور المناط بها فقط.”
-جماعات الاخوان
بينما يضيف الإعلامي فاروق:” المسؤول عنها هم جماعة الإخوان عبر أذرعهم وتفريخاتهم، وعناصرهم القاعدة وداعش، وتمويلهم عبر قياداتهم في حكومة الشرعية السابقة -علي محسن الأحمر- وكذلك بدعم وتخادم مع مليشيات الحوثي”.
-آثار الفتوى التكفيرية
ويضيف د. العاقل : “الجهات المسؤولة عن تلك الاغتيالات، معروفة بكل وضوح وتتمثل رسميا بحزب التجمع اليمني للإصلاح اليمني الذي يتحمل المسؤولية في ارتكابهم جريمة إصدار الفتوى التكفيرية التي تنص على أباحت وهدر دماء أبناء شعب الجنوب، وتلك الفتوى قد أيدتها وباركتها ودعمتها لوجستيا قيادة المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبد الله صالح وأخيه غير الشقيق زعماء الإرهاب علي محسن الأحمر وكذا الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، وعبد العزيز الزنداني، وعبد الوهاب الأنسي وغيرهم من القتلة والمجرمين”.
-عرقلة مسار قضية شعب الجنوب
ولكشف الأهداف السياسية لتلك الاغتيالات الظاهرة والكامنة يقول الإعلامي فاروق: “هدف الاغتيالات هو عرقلة مسار قضية شعب الجنوب وارهاب شعب الجنوب من انتزاع حقه عبر هذه الخلايا الإرهابية المدعومة من مليشيات الاخوان والمليشيات الحوثية”.
-نهب وانتهاك السيادة
ويضيف د. العاقل :”ما يتعلق بالأهداف السياسية ودوافع وأسباب تلك الظاهرة الإجرامية لعمليات الاغتيالات الإرهابية، فهي كثيرة ومتعددة لا يتسع لنا المجال من استعراضها، لكن الهدف الحقيقي منها هو الأطماع الاقتصادية غير المشروعة لرموز الفساد وعصابات نظام سلطة صنعاء القبلية المتخلفة، بهدف استمرارها في نهب وانتهاك سيادة أرض وشعب الجنوب، فضلا عن تنفيذ نواياها العدوانية والانتقامية من قيادات النضال التحرري الجنوبي سواء كانت ضمن قائمة المناضلين في الحراك السلمي أو في قائمة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، والشخصيات السياسية والمدنية، التي استنهضت روح التحدي والمواجهة لانتزاع الحق المسلوب من قوة الاحتلال اليمني ورفضها المطلق لسياسة العبث والاستنزاف لثروات شعب الجنوب ومواردهم الاقتصادية”.
-حنكة قيادات الجنوب
ويؤكد عميد ركن بامعيبد قائلاً :” بالنسبة للأهداف هناك أهداف تكتيكية، وأهداف استراتيجية، معلنة وغير ظاهرة يتوقف ذلك على الأهمية والأولوية التي يتمتع بها الهدف. فالأهداف المعلنة أو الظاهرة هي عبارة عن طعم ليس إلا، احيانا العدو يستخدم أساليب مرنة وأدوات تحفيزية وهي خطيرة جدا تنطلي على العامة واستحوذ على عقولهم لكن الهدف الحقيقي هو السيطرة على البلد أرضا وانسانا وبيئة والخ.:”، مضيفا:” القيادات الجنوبية في واقع الحال هي صمام أمان لعدم الانزلاق إلى حافة الموت والفقر والجوع والجهل والمرض. إن حنكة القيادة ومرونتها ومبادئها، والتقدير السليم لطبيعة الأهداف وديناميكيتها، لذلك تظل هذه القيم والملاكات التي تتميز بها هذه القيادات مصدر قلق يؤرق تلك القوى، وهنا تكمن أهمية الأهداف واولوياتها”.
-تعزيز الحس الأمني
وعن الحلول والمعالجات التي تسهم في حماية قادة الجنوب من تلك الاغتيالات الممنهجة يقول د. حسين العاقل :” الأمر يطلب من القيادات السياسية والكوادر المجتمعية المدنية والعسكرية المزيد من الحذر واليقظة، ومن حشد وحث الهمم لدى جماهير شعبنا في تعزيز الحس الأمني، مع أهمية تأسيس الهيئات المجتمعية ولجان الرصد والرقابة في الأوسط الاجتماعية كالأحياء السكنية والشوارع العامة لمساعدة الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية وتمكينها من ملاحقة عناصر الإرهاب وتجفيف منابعه أوكارهم وتطهير العاصمة عدن من خلاياهم النائمة”، مضيفا: “وهذا يتطلب من سرعة وضع الضوابط والإجراءات القانونية والإنسانية لمعالجة مخاطر ظاهرة النزوح السياسي اليمني من محافظات الاحتلال اليمني الحوثي إلى العاصمة السياسية الجنوبية عدن الحبيبة، باعتبار نزوحهم نزوح ممنهج من قبل مليشيات الحوثي التي تراهن عليهم في افتعال الأزمات الخدمية والمعيشية بدعم من قيادات يمنية متحكمين بالقرار السياسي والاقتصادي”.
خطر الخلايا النائمة
ويؤكد الإعلامي فاروق :” أول خطر على القيادة الجنوبية وأمن الجنوب هي تلك الخلايا النائمة المتجولين من الباعة في الشوارع؛ لذلك يجب عمل التفتيش الدقيق وتنظيم المداهمات المستمرة لها”.
-دولة الجنوب المنشودة
ويضيف عميد ركن بامعيبد: ” أن لكل ظاهرة اسباب ظهورها وتظل تتحرك في اتجاهات متعددة ربما لا ندرك درجة تأثيرها وسرعة انتشارها إلا في حدود مركزها ومن خلال الموجات والترددات، ان الحماية الأكيدة لقيادات الجنوب لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل الدولة الجنوبية المنشودة؛ لذلك تظل مسألة استعادة الدولة الجنوبية هي الأساس للفعل الثوري الشعبي والنشاط السياسي للفعاليات الوطنية والاجتماعية والسياسية أن استعادة الدولة وبناء مؤسساتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية والتشريعية ومؤسساتها المدنية هي الضمانة الأكيدة للحماية.”
ويتابع عميد ركن بامعيبد:” أن الوضع القائم حاليا هو عبارة عن خليط متنافر تتكاثر به نقاط الخلاف أكثر من نقاط الالتقاء، ومن الصعب جدا أن يتعايش فيه الأعداء. المعلوم أن الجنوب حاليا يتعرض للغزو من قبل تحالف حرب صيف 1994م. وهذا التحالف الذي يسعى إلى مواصلة تدمير الجنوب أرضا وانسانا؛ لذلك سيصل الخطر قائم ما دام الدولة الجنوبية غائبة علينا أن نتوحد وبسرعة نحو تحقيق مشروعنا الوطني الدولة الجنوبية المدنية الحديثة دولة النظام والقانون دولة العدالة والمساواة، دولة التوزيع العادل للثروة والوظيفة العامة”.
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 6, 2025
ديسمبر 5, 2025
ديسمبر 5, 2025
ديسمبر 5, 2025
ديسمبر 5, 2025
ديسمبر 5, 2025
ديسمبر 5, 2025
ديسمبر 5, 2025