المدارة – متابعات

الثلاثاء 18 أكتوبر 2022م

كتبه :

أحمد فرج خنبش

العلاقات بين الناس لاتقاس بمقاييس الطول والعرض والارتفاعات الهندسيه ٠٠ ولكن

لما تعطيه من ضوء أخضر لبقاء المحبه أفراد المجتمع

و سيئون كانت من المدن النادره التي تركت بصمات كبيره على كتاباتي النثريه والشعريه ٠٠دون ان ادفع لها أي ضرائب جمركيه على ماقدمته لي من خدمات٠٠

أنا لن اتكلم عن سيئون ٠٠شارع الجزائر٠٠ودار بن قاله ٠٠ولا دار بن داعر ولا المحلات التجاريه الحديثه٠٠ولا المولات الجديده ٠٠لكن ساتكلم عن سيئون ذات الوجه الاحلى والشفاه التي

تطربنا بأصوات الدان٠٠ قبل أيام هاتفني احد طلابي الأعزاء القدامى محمدبرك نصير المهتم والباحث في شعر المحضار ٠٠ والذي مازال

يتذكر الشحر وايامه التي عاش فيها ايام كان والده مامورا فيها يسألني عن البيت الذي قال فيه المحضار

الحمل مثقل

من رك ماشل الثقيله

البعد يقتل

كم من جمل روح قتيله

ولامعي من (خيرة البل)

نشبي بهن في سهل وجبال

ماشي على البال الازيارتكم وبس أهل الطويله

ونعود في الحال

هل هي (خبرة البل) ام(خيرة البل)

فاجبته هناك خطأ مطبعي طبع الياء باء والصح من (خيرة البل) وليس من خبرة البل٠٠وقد غناها الفنان بدوي زبير من (خيرةالبل) لانه سمعها من المحضار نفسه

فالمحضار منذ أن إنتقل صديقه أحمد فرج جنبين من الشحر كمامور إلى سيئون ٠٠صار يكتب عن سيئون الشيء الأجمل والأفضل والانبل لانه مضطر لان يبحر لعالم الدهشه بعد إن غادر الشحر وقال فيه القصيده التوديعيه

قال لي صاحبي بانفترق

قلت له كيف انا بافارقك

كل شيء يقتبل الا الفراق

شل قلبي حيث مالاق

حيث حليت ياريم اليمن

فقد اخرج المحضار كنوز الدان من العيون التي قررت السفر للاحلى والاغلى ٠٠وليجتاز كل جراحات الحب القديم ذلك الشاعر الذي يسافر في العنفوان في، رحلته الشعريه المليئه بالتحدي٠

هناك نقطه غيرت شطر البيت باكمله ٠٠ونقلت معنى الشطر من معنى لاخر

وقصة اغنية (عادك مطول) لها قصه أثناء التنقلات التي أجرتها السلطه الحزبيه بداية السبعينات أنذاك ٠٠حيث نقلت مأمور الشحر

أحمد فرج جنبين من الشحر كمامور لمديرية سيئون ٠٠ وذلك ضمن حتمية التغيير ٠٠مما جعل المحضار يكتب اغنية (قال لي صاحبي بانفترق)

وقد تكلمت عن تلك الأغنيه من سابق ٠٠لان المحضار اعتبر نقل صديقه نفي خارج

مدينة الشحر ٠٠واقامه جبريه في سيئون ٠٠ كان ذلك المخطط فيه السلطه محقه التي سعت فيه لمكافحة الترهل السياسي وذلك لانهاء التفكير عند من يعتقد ان كرسي السلطه ملك شخصي لفلان او علان

المحضار مرتبط بمناطق الداخل كثيرا ٠٠فخاله عبدالله صالح خمور اخ والدته من منطقة(خموره) في مديريةالقطن والتي قال عنها لي نخل فيها وطين٠٠والتي كان كثيرا مايذهب إليها وهو صغير مع خاله بصحبة والدته ويحضر الاحتفالات الدينيه التي تقام في مدن وقرى الوادي ٠٠واصبح يذهب إليها بصحبته حتى بعدما كبر ومن خلال ذهابه للوادي مع خاله

تعرف على منطقة (دي صبح) التي تقع بين سيئون وشبام التي فيها تعرف على

المنشد الصغير انذاك عبد الرحمن البحر الذي عمل في بدايات عمله عند الدوله في محطة التاجير الزراعي بسيئون التي مديرها المرحوم محفوظ بشير من منطقة الشحر ٠٠والمرحوم محفوظ بشير هو الذي عرف عبد الرحمن البحر على المامور الجديد لسيئون اي أحمد جنبين ٠٠قبل ان يحال للعمل في الثقافه ويصبح مديرا لها في السبعينات

فعندما نزلت فرقة الوادي لمدينة الشحر ومعها ادباء وشعراء الوادي وفنانيها قرر الاستاذ عبد الرحمن البحر

زيارة المحضار في بيته بصحبة الفرقه النازله للشحر

وقد نسق لتلك الزياره الرسام

التشكيلي والمؤلف والمخرج المسرحي سالم أبوبكر باذيب

لأنه على علاقه بالاستاذ عبد

الرحمن البحر والشاعر المحضار ٠٠ اتذكر ان الاستاذ

عبد الرحمن البحر زار الفنان التشكيلي سالم باذيب بعد موت المحضار حاملا له بعض نسخ من كتاب التابين وسالم باذيب كثير الإرتباط

بشبام بحكم زوجته من شبام

وربطته علاقه بالاستاذ عبد الرحمن البحر من قبل الثقافه

قال البحر عن علاقته بالمحضار(بعد زيارة فرقة الوادي بكل عناصر ها للشاعر المحضار ٠٠ غادرت الفرقه في اليوم الثاني لسيئون٠٠ الكلام قاله

في جلسه مع الفنان التشكيلي المرحوم سالم باذيب٠٠ أثناء زيارته له بعد ان اقعده المرض بالبيت٠٠ واكمل قائلا ٠٠وتاخرت انا في مهمه

شخصيه ٠٠وبقيت بالفندق حتى استكمل مهمتي الشخصيه ٠٠ثم قال وفي صباح ذلك اليوم الذي يلي صباح اليوم الذي زرنا المحضار ٠٠وانا اقطع الخطوات لإنجاز العمل الذي

تأخرت من أجله بالصدفه قابلت المحضار في مطراق حنين٠٠وسالني عن أحوال الفرقه فاخبرته انهم تحركوا وانا تأخرت لأمر شخصي٠٠

فقال انهي مهمتك وتعال لي للبيت انت معزوم عندي٠٠

وفعلا بعد إن أنهيت مهمتي

ذهبت للبيت ولقيته منتظرني ٠٠ وجلست عنده يوم وليله وبعدها غادرت لسيئون بعد إن شكرته لحسن الضيافه٠٠٠وعندما جاءت زيارة الحول

تلقى المحضار دعوه من صديقه أحمد فرج جنبين للمجيء لزيارة الحول ٠٠لكنه تأخر لظرف طرا عليه ٠٠وجاء بعد انتهاء زيارة الحول٠٠ وأثناء وصوله ونزوله ببيت المامور٠٠ سأل المحضار عن المنشد الأستاذ عبد الرحمن البحر الذي كثيرا مايعجبه انشاده الديني ٠٠ فاخبره المامور جنبين بانه في البيت في منطقته دي صبح لايتحرك لأنه كسر يده٠٠

فطلب المحضار ان يتحرك ومن معه في الحال لزيارته وتم التحرك ووصلوا ليلا إلى منطقة دي صبح ٠٠حيث أقام لهم عبد الرحمن البحر وجبة

عشاء بمنزله ٠٠ وبعدها أقاموا جلسة سمر على سطح المنزل (الريَم) رغم ان باب الريم ٠٠لم يسمح للبعض المرور منه بحكم أجسامهم مما اضطر الأستاذ عبد الرحمن البحر ان يكلف

مجموعه بانزاله ليمر البقيه وفي الجلسه طلب الحضور من الشاعر المحضار اغنيه يذكر فيها دي صبح أرض عبد الرحمن البحر ٠٠٠فطلب المحضار

من الأستاذ عبد الرحمن البحر الاتيان باي اداه ايقاعيه لضبط الإيقاع فجاء له بمرواس بدأ المحضار ينظم الإيقاع وينشد معه عبد الرحمن البحر ٠٠ويكتب ابيات القصيده حيث قال

عادك مطول

ياقلب بأهل الطويله

ملقي لهم حل

تبذل من أجله كل حيله

تطلع في العقبه وتنزل

والشوق عاده فيك مازال

ماشي على البال

الازيارتكم وبس ياأهل الطويله ونعود في الحال

لكن الحضور ضجوا من قول

( ونعود في الحال) لأنهم لايريدوا عودته في الحال

غيرها المحضار فيما بعد

مافي على البال

ثم اكمل القصيده مع اللحن

الحمل مثقل

من رك ما شال الثقيله

البعد يقتل

كم من جمل روح قتيله

ولامعي من خيرة البل

نشبي بهن في سهل وجبال

ماشي على البال الازيارتكم وبس يا أهل الطويله ماشي

على البال

ياغيث قبل

في (دي صبح) ياخير ليله

صوت المحول

تسمعه يدوي وسط المسيله

والباكره دنت بالاخيال

ماشي على البال

الازيارتكم وبس يا أهل الطويله مافي على البال

يكفيني الظل

لي تحت الأشجار الظليله

لاجيت قبل

في بسط خلي او مقيله

والا اشوفه حين يقبل

ان عاد لي حظ وقبال

ماشي على البال الازيارتكم وبس يا أهل الطويله ماشي

على البال

بعد أيام من قول تلك الكلمات بلحنها نزلت الأغنيه بصوت الكثير من فناني حضرموت بن بريك مرسال بدوي ٠٠وقد تركت القصيده

تأثيرا كبيرا على سكان سيئون الطويله ٠٠وعلى الكثير من المعذبين بالعشق فيها٠٠٠وكانت زلزالا فنيا٠٠حقق انتشارها نجاح اسطوري..

رحم الله عبدالرحمن البحر الذي بدل جهد كبير في جمع مساجلات دان المحضار

ورحم الله كل من أمتعونا في الزمن الجميل