المدارة – خاص
كتب/ مهيب الجحافي
لاشك أن الجميع يعرفون بما نواجهه اليوم من حرب شرسة تستهدف كل ماهو جميل في حياتنا الجنوبية … وما تخوضه قيادتنا السياسية في المجلس الانتقالي من واجبات ومسؤوليات كبيرة تجاه ذلك وما يتحتّم علينا اليوم فعله لمواجهة تلك التحديات والمؤامرات المحيطة بنا ..!!
لهذا فإنه واجب علينا كـ إعلاميين جنوبيين أصحاب أرض وقضية، تنبيه أبناء شعبنا حول ماهو حاصل وماهو متوقع وتوجيه بعض النصائح لعلها تقع موقعًا في قلب من يقرؤوها ، مبتغيًا من ذلك بأن يكون الجميع على قدر كبير من المسؤولية والدفاع عن الأرض والعرض والعقيدة التي تستحق كل تبجيل .
إخواني وناسي في الجنوب، كلنا يعلم معاناتكم وحصاركم ، وما تلاقوه من شظف العيش ، وشدة الظروف ، وما تتعرضون له من حرب عبثية ومؤامرات دنيئة في جميع المجالات المعيشية ، واحييكم على صبركم وصمودكم وثباتكم في مواجهتها ومواصلة نضالكم التحرري .
وقد يعتقد البعض أن قيادتكم السياسية في المجلس الانتقالي، بعيدة عنكم وأنها لا تعيل أي إهتمام تجاه معاناتكم، وهذا اعتقاد خاطئ، فقيادتكم متحملة مسؤولية دينية وطنية وأخلاقية وأن لم تكون حاضرة في الدفاع عن حقوقكم فإنها حاضرة في الدفاع عن حدودكم .
ويكفيكم من ذلك أن قيادتكم لم تخون الأمانة أو تستسلم للظروف أو تتراجع عن نضالها التحرري أو تترككم في منتصف الطريق تكافحون لوحدكم .
قيادتكم اليوم متحملة مسؤولية كبيرة تجاه الجبهات من شرق الجنوب إلى غربه ، ولها الفضل الكبير في صناعة الانتصارات والتصدي لأذناب إيران الحوثية وتعزيز صمود وثبات الجبهة الداخلية .
قيادتكم اليوم لا تواجه الحوثي فقط ، إنماء تواجه معارك عدة في جميع الأصعدة، الحوثي من جانب وعناصره والإرهاب من جانب ثاني وفساد وتآمر الحكومة من جهة ثالثة والضغوطات الدولية والإقليمية من جهة رابعة .. هذا بما يخص الأعداء الرئيسيين فما بالكم بما تواجهه من أعداء الداخل من مشاكل ومكايدات وإلخ !!!
اليوم أبسط قائد لم يحصل على منصب ، خرج يهاجم الانتقالي ويحرض ضد قيادتكم السياسية لدرجة أن البعض منهم يرمون بأنفسهم لأحضان الأعداء عنادًا للانتقالي لأنه ما لبى لهم طلباتهم ..
فعندما تجدوا مثل هذه العقليات ، برأيكم كيف ممكن أن تثقون بهم وأنهم سيقودوكم وعقولهم عند بطونهم ، رغم أن قيادتكم السياسية لا تريد أن توجع أحد ولو عندها الإمكانات لصححت وضع الكثير من المناضلين الذين يستحقون كل إحترام .
اليوم قيادتكم تخوض مرحلة حساسة وإذا ما وقفتم إلى جانبها في ملحمة الصمود والدفاع والمواجهة والانتصار ، فإنكم ستتندمون على أفعالكم ولا تعتقدون أنه إذا سقط الانتقالي وانتصر أعداءكم أنكم ستنعمون بالعيش الكريم لا والله وأنكم لن تجدوا لأنفسكم النور .
ولو نظرتم إلى وضع أبناء الشمال ووضعكم في الجنوب
لتجلت أمامكم الصورة وأخذتم العبرة .
أنظروا إلى وضع أبناء الشمال ، وكيف تعاملهم المليشيات الحوثية الإيرانية الصفوية ، وتنتهك حرماتهم وأعراضهم وكرامتهم ، مالهم حلال ، بأتاوات وغصب للأراضي والممتلكات ، الرجال ، بين مقتول ، ومخطوف ، ومغيب ، ومهجر ، وخيم النزوح تعج بالعوائل .. والكلام في حالهم يحتاج إلى مجلدات.
المواطن الشمالي وحتى وأن سلم من بطش المليشيات إلا أنه لم يسلم جواله من ( اللطميات والشركيات) وغير ذلك من المآسي والمظاهر المجوسية التي حلت بهم .
بينما أنتم يا أهلنا في الجنوب – ماشاء الله تبارك الله – تعيشون عيشة مرفوعي الرأس ، كرامتكم محفوظة ، تجهرون باعتقادكم ، لا تبيتون ليلتكم في خوف من المداهمة ، آمنين على أعراضكم ، آمنين على أرواح رجالكم ، والواقع خير دليل .
وهذا كله ثمرة الدماء الزكية التي أريقت ، والتكاتف والاجتماع على الحق الذي تحملوه في سبيل الدفاع والانتصار .
اخواني : لا أطيل عليكم .
لكني أنصحكم بالحفاظ على مكتسباتكم ، والوقوف خلف قيادتكم السياسية في المجلس الانتقالي برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي ، والتي تستحق منكم كل الشكر والتقدير تجاه ما قدمته وتقدمه لكم من بطولات وملاحم عظيمة .
وأنا هنا لست مدافعاً عن الانتقالي أو أريدكم توقفون معه بالصميل أو القول أن أنتم خونه وإلخ ..!! بالعكس فأنا أنظر من منظار أوسع أن الانتقالي هو الحارس الأمين لكم ولقضيتكم ، ولولاه ما كنتم اليوم تنعمون بالحرية والكرامة والأمن والأمان .
لهذا لا تعطوا الفرصة لعدوكم ، ولا تجعلوه يشمت بقيادتكم مجرد الشماتة .. لأنكم إذا سمحتم لعدوكم بمهاجمة قيادتكم فأنتم قد رضيتم على …..!!!
نعم … لديكم حقوق ، وهناك أخطاء وهذا لا ينكره أحد ، لكن هناك سبل كثيرة لحلها .. ولا تقدموا الذريعة مجانًا لعدوكم ، وليكن النصح بينكم ولا تظهروه للعلن اجلسوا وتوصلوا لحلول فيما بينكم ، فوالله إن العدو يتربص بكم الحرف الواحد يقال في بعضكم البعض ، ليقول للعالم انظروا لم ينجحوا.
فالله الله في أرضكم وكرامتكم وعقيدتكم فإنها أن سقطت ، فلا معنى لكم وللحياة أن لم تعيشوها أحرار كرماء .. حافظوا على وطنكم وأنفسكم وفي وحدتكم قوتكم ، تراحموا مع بعضكم البعض يرحمكم الله ، كونوا عونا لبعضكم ، قادة ، ورعية ، ولا تعطوا الفرصة لعدوكم .. ونسأل الله لكم النصر والتوفيق والسداد …
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته محبكم
يناير 14, 2025
ديسمبر 28, 2024
ديسمبر 11, 2024
نوفمبر 7, 2024
نوفمبر 7, 2024
أكتوبر 24, 2024
أكتوبر 19, 2024
أكتوبر 15, 2024
أكتوبر 9, 2024
سبتمبر 11, 2024
سبتمبر 5, 2024
سبتمبر 2, 2024
أغسطس 28, 2024